ابن سعود للمؤلف مصطفى الحفناوي 1973
كتاب "ابن سعود" هو عمل تاريخي كتبه المؤرخ والمحامي المصري مصطفى الحفناوي، ويعتبر من الكتب التي أثارت جدلاً كبيراً حول سيرة الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية.
يتناول الكتاب حياة الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، من منظور ناقد، حيث يعرض الحفناوي سياسات ابن سعود وحروبه وتوسعاته ومطامعه، خاصة في شبه الجزيرة العربية.
الحفناوي يركز على الجانب السياسي والعسكري من حياة ابن سعود، ويحاول تحليل دوافعه ومخططاته في بناء المملكة، ويصف بعض قراراته بأنها تعكس طموحات توسعية.
يعتمد الحفناوي في كتابه بشكل كبير على وثائق وشهادات تاريخية، بما في ذلك شهادات مستشرقين وكتّاب غربيين مثل:
هاري سانت جون فيلبي (المعروف باسم عبد الله فيلبي): كان مستشارًا لابن سعود وله دور كبير في نقل صورة ابن سعود للغرب.
ديكسون (H.R.P. Dickson): مسؤول بريطاني ومستشار عاش في الكويت وكان لديه علاقات مع الأسرة السعودية.
ويلمز وآرمسترونج: الحفناوي يشير إليهم في كتابه كمصادر تتعلق بالعلاقات البريطانية-السعودية ودور بريطانيا في دعم ابن سعود وتوسعاته. هؤلاء الكتّاب كانوا جزءًا من الدبلوماسيين والمستشارين البريطانيين الذين عملوا في الشرق الأوسط في تلك الفترة.
الحفناوي يتبنى في كتابه وجهة نظر نقدية تجاه ابن سعود، حيث يتهمه بأنه استغل الظروف السياسية والدعم البريطاني في تلك الفترة لبناء دولته على حساب القوى العربية الأخرى مثل الشريف حسين.
الحفناوي يعتبر أن سياسات ابن سعود التوسعية كانت مدعومة من بريطانيا، التي كانت تسعى إلى تحقيق مصالحها في المنطقة من خلال دعم حلفاء محليين.
الحفناوي ينتقد ما يراه "تعاونًا" بين ابن سعود والقوى الاستعمارية، خاصة بريطانيا، ويصفه بأنه جزء من مخطط أوسع للسيطرة على شبه الجزيرة العربية.
كما يشير الحفناوي إلى الحروب التي خاضها ابن سعود ضد القبائل والعشائر المجاورة، ويفسر هذه الحروب بأنها جزء من طموحاته لبسط سيطرته على كل شبه الجزيرة العربية.
أثار الكتاب جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والفكرية، حيث اعتبره البعض هجوماً غير عادل على شخصية الملك عبد العزيز، بينما رأى آخرون أنه يقدم رؤية نقدية وواقعية لحقيقة الصراعات السياسية في المنطقة.
الكتاب أثار انتقادات حادة في الأوساط السعودية، ولكنه لقي استحساناً من بعض المفكرين الذين اعتبروه تفسيرًا للسياسات الإقليمية من منظور قومي عربي.
يعتبر هذا الكتاب مرجعاً في دراسة السياسة السعودية في النصف الأول من القرن العشرين. رغم أنه ربما يُنتقد بسبب تبنيه منظوراً معادياً نسبياً لابن سعود، إلا أنه يسلط الضوء على قضايا معقدة مثل العلاقات السعودية البريطانية، وتوسع الدولة السعودية في شبه الجزيرة العربية.