البعث من المدارس الى الثكنات 1969 ( مصور)
ملف "البعث: من المدارس إلى الثكنات" بقلم الصحفي إبراهيم سلامة، المنشور في ملحق صحيفة النهار اذار عام 1969 ، هو تقرير استقصائي يسلط الضوء على الدور الذي لعبه حزب البعث العربي الاشتراكي في تحويل النظام التعليمي إلى أداة أيديولوجية لتنشئة الأجيال، ومن ثم إدماجهم في مؤسسات عسكرية تخدم أهداف الحزب.
هذا الملف يُعتبر تحليلًا شاملًا لسياسات الحزب في استخدام التعليم كوسيلة للسيطرة السياسية والاجتماعية.
يضم صور نادرة عن حقبة الستينيات في سوريا
يتحدث الملف عن كيفية استغلال حزب البعث للمناهج التعليمية لنشر عقيدته السياسية، مع التركيز على زرع أفكار مثل "القومية العربية"، "الوحدة العربية"، و"تمجيد زعامة الحزب"، وتقديم الزعماء البعثيين (صدام حسين أو حافظ الأسد) كشخصيات تاريخية وقومية استثنائية.
يصف التقرير كيف تحولت المدارس إلى مراكز لنشاطات تخدم الحزب، مثل:
○ تنظيم احتفالات وطنية تمجد الحزب وزعماءه.
○ تدريب الطلاب على الانضباط العسكري والطاعة المطلقة.
○ إقامة معسكرات صيفية للشباب تهدف إلى التعبئة الفكرية والعسكرية.
يوضح الملف كيف انتقل النظام التعليمي تدريجيًا ليصبح مرتبطًا بالمؤسسة العسكرية، ويتحدث عن برامج التدريب العسكري الإلزامي في المدارس والجامعات، وعن محاولات دفع الطلاب للانضمام إلى المنظمات الشبابية ذات الطابع العسكري مثل "اتحاد الشبيبة" في سوريا أو "كشافة الفتوة" في العراق.
كما يُبرز التقرير تأثير هذه السياسات على المجتمع، ومنها:
○ قتل التفكير النقدي والإبداع لدى الشباب.
○ تعزيز ثقافة الخوف والطاعة العمياء.
○ نشوء أجيال غير قادرة على التعامل مع التعددية السياسية والفكرية.
يناقش الملف أيضاً أهداف حزب البعث من هذه السياسات، ومنها تعزيز السيطرة الأيديولوجية عبر ضمان أن الأجيال الصاعدة متشبعة بفكر الحزب ولا تعارضه.
ومن الأهداف المطروحة في التقرير دمج النظام التعليمي بالنظام العسكري من خلال تسهيل انتقال الشباب من التعليم إلى الخدمة العسكرية أو الأمنية، وإنشاء كوادر عسكرية وشبه عسكرية تخدم الحزب بفاعلية وإخلاص.
يعتمد إبراهيم سلامة في هذا الملف على لغة مباشرة وموثقة، حيث يسرد الحقائق مدعومة بأمثلة من الواقع، ويستخدم أمثلة من السياسات التعليمية في العراق وسوريا، مستعينًا بشهادات ووقائع محددة.
أثار الملف جدلًا واسعًا، حيث اعتبره البعض كشفًا لحقيقة سياسات حزب البعث التي أثرت على أجيال بأكملها.
يُعتبر الملف توثيقًا دقيقًا لسياسات حزب البعث في التعليم والتجنيد خلال فترة حكمه.